تعتبر لعبة Assassin’s Creed Origins نقطة تحول كبيرة في تاريخ السلسلة، فبالاختلاف الكبير والتجديد الذي قدمته كسبت السلسلة عشاق جدد كما أنها خسرت بعضاً من ولاءات محبيها السابقين. ولكن مما لا شك فيه أن اللعبة كانت قد تغيرت وتطورت إلى حد كبير على المستوى التقني، فاللعبد وبعد مرور عام كامل على إصدارها لا يوجد ما يماثلها من الألعاب في ذات المستوى عدا لعبة Shadow of The Tomb Raider مع الاختلاف الكبير بين اللعبتين من حيث الحجم بالطبع.
تأتي لنا Assassin’s Creed Odyssey هذا العام بنفس المستوى التقني المتطور الذي ظهرت به Origins ولكن لم يكن هذا هو وجه التشابه الوحيد بين الإصدارين فاللعبتان تتشابهان لحد كبير في عدة عوامل أخرى.
اللعبة تبني على أساسات جاءت بها Origins مع بعض التحسينات والتركيز على أفضل ما قدمته، أي أن اللعبة تعتبر إكمال لما تم تقديمه في الإصدار السابق، أولاً من حيث القصة حيث تتبع حقبة زمنية تلي حقبة الحضارة المصرية القديمة في عالم الحضارة الإغريقية. بالطبع القصة مبنية في الأساس على أحداث حقيقية ولكن الأحداث داخل اللعبة من نسج الخيال.
القصة:
تدور أحداث القصة أثناء الحرب البيلوبينيسية بين أكبر طرفين فيها وهي إسبرطة وأثينا. وتقوم فيها بدور أحد المتحدرين من سلالة الملك ليونايدس قائد المحاربين الثلاثمائة في المعركة الشهيرة بين جيش اسبرطة وجيش الامبراطورية الفارسية والذي تحمل شخصيتك إرثه ورمحه.
الاختيارات هي العامل الرئيس والأساسي في اللعبة. وهو التغيير الأكبر والأفضل حيث أنه يناسب طبيعة اللعبة إلى حد كبير، فاللعبة الآن مصممة ومبنية بشكل كامل على تأثير تصرفاتك واختياراتك أثناء اللعب بدون العبث أو إفساد تجربتك.
اختياراتك ستكون مؤثرة حتى في مواقف تتعلق بتقدم القصة والحبكة وهو الأمر المفاجئ والمرعب، فاختياراتك ستؤثر على نتيجة تجربتك طوال اللعبة.معظم الألعاب التي تعطيك حرية الاختيار في تصرفاتك تحوي بعض عناصر ونقاط رئيسية من القصة ستتجه لها الأحداث مهما كان اختيارك في أجزاء أخرى وذلك لخدمة الحبكة حيث تؤدي الاختيارات دوماً لحدث رئيسي لا يمكن تغييره. وهو ما لن تشهده في اللعبة كل الاختيارات يمكن أن تضعك في مواجهات مع شخصيات أو تبعدك عنهم تماماً وبالتالي ستبتعد عن كل ما يتعلق بهم في القصة، هذا بالإضافة لكونك قادر على قتل بعض الشخصيات المحورية في تقدم قصة اللعبة.أيضاً الاختيار بين الصدق أو الكذب مع بعض الشخصيات ستؤثر في حصولك على مهمات معينة، ردود أفعاالك وكلماتك ستؤثر على علاقتك بالشخصيات مما يعني أنك قد تخسر فرصة الحصول على المهمات الخاصة به أو تتطور علاقتك بشخص آخر فتحصل على مهمات أكثر من طرفه. الأمر يضيف للعبة الكثير من العمق والتعقيد المحبب فالأمر يقترب لحد كبير إلى الحياة الحقيقية حيث كل تصرف يصدر منك سيكون له عواقب وفوائد وعليك أنت فقط أن تقرر وتحدد أولوياتك وما تريد الوصول إليه قبل اتخاذ هذا القرار وعليك أنت وحدك تحمل العواقب أيضاً.
هذه الاختيارات ليست في إطار القصة والجمل الحوارية فقط بل تتشعب لأسلوب اللعب أيضاً فلو مثلاً تم تكليفك بمهمة تخفي Stealth وتم كشف وجودك فهذا يعني أنك ستعرض نفسك أو الطائفة أو الشخص الذي كلفك بتلك المهمة للخطر.
ربما تعتقد أن الاختيار الأهم في اللعبة هو عندما تختار اللعب في البداية بين Alexios أو Kassandra ولكن في الحقيقة الإختلاف الوحيد هو في جانب اختلاف الشخصيات التي يمكنك بناء علاقات معها فقط.بالنسبة لعالم اللعبة فعليك أن تعلم أنه ليس بنفس ضخامة الحجم الذي كانت به Origins وربما السبب الرئيسي في ذلك هو عامل الجغارفيا حيث أن عالم اللعبة في Assassin’s Creed Odyssey يغلب عليه المسطحات المائية مما يعني التركيز على المعارك البحرية وتطوير سفينتك لأنك ستعتمد عليها كثيراً أثناء التقدم في اللعبة مما قد يجعلك تظن أنه إعادة لأسلوب المعارك البحرية في Black Flag ولكن لن تكون صحيحاً بالكلية فأسلوب المعارك البحرية هذه المرة يختلف كثيراً عن ذلك الإصدار ويعتمد أكثر على نظام القتال الجديد الـ Adrenalin والتركيز على نقاط الضعف بشكل يجعل المعارك أكثر حماسة وأكثر سرعة. ولنؤكد أكثر على أهمية المعارك البحرية يكفي أن نقول أن سفينتك تمتلك جزءاً خاصاً في قوائم اللعبة.
تعليقات
إرسال تعليق